اعتاد الفلسطينيون في 15 مايو/أيار من كل عام على إحياء ذكرى ضياع وطنهم وقيام إسرائيل على إنقاضه. وكانت الأنشطة التي يجري تنظيمها في أراضي فلسطين المحتلة ( الضفة الغربية وغزة والأراضي المحتلة عام 48 )، وفي أماكن انتشار اللاجئين ، تركز على إنعاش الذاكرة، وتنوير الجيل الجديد بأحداث النكبة ومعانيها.
غير أن الذكرى السبعين حملت إيقاعا مختلفا للحدث لأول مرة، فمع حلول الرئيس الأميركي في البيت الأبيض مطلع العام 2017، ظهر ما يشي بأن ما ينتظر الفلسطينيين ليس حلا على الطريقة التي أتى بها اتفاق اوسلو عام 1993، بل صفقة يجري إعدادها بالخفاء مع السعودية، دون معرفة الفلسطينيين وعلى حسابهم على الأرجح.
منذ 6 ديسمبر/كانون الأول، نزل الفلسطينيون إلى الشوارع في القدس والضفة وغزة ومناطق أخرى، تعبيرا عن رفضهم لصفقة القرن. وبحلول ذكرى يوم الأرض في 30 مارس/آذار، قرروا تجديد كفاحهم السلمي، وإصرارهم على تثبيت حق العودة على جدول أعمال الدول الإقليمية والدولية.
في هذه الأثناء، دفع أكثر من 58 فلسطينيا أرواحهم ثمنا لتثبيت هذا الحق عبر مسيرات العودة على الحدود بين قطاع غزة وفلسطين. وتزامن ذلك مع إحياء نظرائهم من فلسطينيي 48 لذكرى النكبة، بإنعاش الذاكرة المتعلقة بأكثر من 500 قرية دمرتها إسرائيل عام 1948 وأنشأت دولة على أنقاضها، ما بات يوصف يهوديا بـ”يوم الاستقلال”.