المرحوم صبحي نمر موسى حمودة … ابن كفرعانة الذي حمل البرتقال والكرامة في قلبه
في عام 1925، وُلد في قرية كفرعانة رجل بسيط الملامح عظيم القلب، اسمه صبحي نمر موسى حمودة. في طفولته، كانت رائحة البرتقال تعبق في الحقول، وصوت خطواته الصغيرة يرافق عربات الحمضيات المتجهة إلى يافا، حيث كانت ثمار فلسطين تُصدَّر إلى أوروبا كأنها رسائل من أرض الخير إلى العالم.
لكنّ القدر كتب فصلًا آخر حين هبّت نكبة 1948، فغادر الأرض الطيبة إلى رحلة لجوء طويلة حمل فيها حنينه وهويته. من مخيم الجلزون إلى عقبة جبر، ثم إلى مخيم الحسين والوحدات، ظلّ يحمل فلسطين في قلبه، ويغرس في أبنائه حبّها كما كان يغرس البرتقال في طفولته.
لم يعرف الكسل طريقه إليه؛ عمل في ليبيا والسعودية في ميادين البناء، ليعود بعدها إلى الأردن ويصبح مقاولًا ناجحًا شيّد البيوت والفلل لكثير من أبناء بلدته، وكأنه يبني في كل حجرٍ حنينًا إلى بيتٍ ضاع في كفرعانة.
كان رجلًا دمث الخلق، هادئ الطبع، يُحب الناس ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم. في قريته تولّى توزيع بطاقات التموين لأفراد حمولة آل عبد الله، فكان بمثابة مختارٍ محبوب، يجمع الناس حوله بالمحبة لا بالسلطة.
رحل في الوحدات عام 1987، لكن سيرته بقيت شاهدة على جيلٍ من الرجال الذين حملوا الوطن في قلوبهم، وعاشوا غربتهم بشرفٍ وصبرٍ جميل.
رحمه الله، وجعل مثواه الجنة ![]()

رابطة أهالي كفرعانة تأسست عام 1977
