أخي / أختي في الله ليكن مع بزوغ فجر يوم عرفة بزوغٌ آخر للنور في قلبك وللاستقامة على الدرب، وللالتزام بمنهج الله،ولإحياء الربانية في نفسك ومن معك، وحرِّك معاني الشوق في مكامن روحك، واغرس شجرةَ شحْذِ الهمم والشوق للمعالي لعلك تفتح بابه،،فتنال سعادةً لا شقاء بعدها، ومغفرةً لا يؤرِّقُها ذنب؛ فالغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذا اليوم العظيم، فما منها عوض ولا لها قيمة.. فإليك برنامج ربّاني ،، جزى الله كاتبه خيرا ،،ـــ من (3- 5 صباحا): استيقاظ ووضوء وتنسُّم عبير السحر، قراءة في الرقائق، صلاة التهجُّد؛ امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ (الإسراء: من الآية 79). ـــ أربع ركعات على الأقل، ورد ذكر (تسبيح/ تحميد/ تهليل/ تكبير/ حوقلة/ صلاة على النبي/….)، تناول وجبة السحور؛ فإن في السحور بركة، وصلاة الوتر مع الدعاء لك ولأهل بيتك وللإسلام والمسلمين ولدعوة الله والقائمين عليها، وللمعتقلين، ولمن سألك الدعاء وأصحاب الحاجة من إخوانك.ـــ من (5- 7 ص) الذهاب إلى المسجد، والاستغفار في هذا الوقت أفضل من الصلاة لقوله تعالى ﴿ وَالْمُسْتَغْفِرِيْنَ بِالأسْحَارِ ﴾ (آل عمران: من الآية 17) حتى يؤذَّن لصلاة الفجر، فتؤدي الصلاة، والبقاء بالمسجد حتى الشروق، أذكار الصباح، ثم تلاوة الورد القرآني حتى تشرق الشمس، ثم صلاة ركعتين؛ لعل الله أن يرزقك أجْرَ حجةٍ وعمرة تامة تامة.ــــ من (7- 10 ص) راحة تعينك على طاعة الله بقية اليوم.ــــ من (10- 11.45 ظهرًا) الاستيقاظ وصلاة أربع ركعات ضحى، ومشاهدة وقفة الحجيج في رحاب عرفات من التليفزيون، وسماع خطبة عرفة من المشاعر المقدَّسة، مع الإكثار من الذكر والتلبية مع الملبِّين.ــــ من (11.45- 2.30 ظهرًا) صلاة الظهر، مع الاستزادة من السنة القبلية والبعدية، واجعل شعار هذه الفترة ” وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه”، فتقرب إلى الله بصلاة أربع ركعات، ثم تلاوة جزء من القرآن، وقضاء حوائج المسلمين، والمشاركة في العمل الدعوي المنوط بك.ــــ من (2.30- 5 مساءً) أداء أربع ركعات قبل صلاة العصر، ثم صلاة العصر، ثم ورد ذكر، لحظات الوداع لهذا اليوم،فأسكب العبرات وأنت تشاهد نفرة الحجيج من عرفات، وليكن همُّك الإلحاح في الدعاء أن يعتقَكَ الله في هذا اليوم من النار، ثم اختم بأذكار المساء وصلاة المغرب والإفطار، ودعاء أن يتقبل الله منك.
يقول الإمام النووي: “فهذا اليوم أفضل أيام السنة للدعاء، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وُسْعَهُ في الذكر والدعاء وقراءة القرآن، وأن يدعوَ بأنواع الأدعية ويأتي بأنواع الأذكار، ويدعو لنفسه ويذكر في كل مكان، ويدعو منفردًا، ومع جماعة، ويدعو لنفسه ووالديه وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع المسلمين، وليحذر كلَّ الحذَر من التقصير في ذلك كله، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه بخلاف غيره”.أخي المسلم :* إذا كنت ممن أنعم الله عليهم بالزوجة والذرية، فلا تنسَ أن تُشرِكَهم معك في هذا البرنامج الرباني.* إذا كنت ممن أنعم الله عليهم بصحبة صالحة فتعاهد معهم على تنفيذ هذا البرنامج، وذكِّروا به بعضَكم بعضًا،وإن سنحت لكم الفرصة لتنفيذه معًا في مسجد فهو الخير كله.* اعمل على نشر هذا الخير في المحيط الذي تحياه من أهلك وإخوانك وجيرانك وأحبابك.* اجتهد في هذا اليوم أن تكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، ولا تنسَ اغتنام ساعات الدعاء المُجَابة طوال اليوم.* أفرغ نفسك هذا اليوم من كل شواغلك، ما لم تكن ملتزمًا بعمل دعوي، فهو يوم سعدك.