إننا لعائدون .. صرخة قوية في ذكرى يوم النكبة .. تأتي صرخة مدوية في سماء الغربة .. تأتي لتؤكد حق شعبنا في الكفاح والحرية والاستقلال .. تأتي لتكرس روح الحرية والمقاومة .. روح الحياة التي استمرت فينا رغم ما تعرض إليه شعبنا من قتل وتشريد ودمار.. إننا لعائدون لأن العودة حق مقدس وأن العودة حق لكل فلسطيني .
إن حق العودة للاجئين الفلسطينيين مكفول لهم ولا يستطيع أحد أن يساوم على هذا الحق، انه حق اللاجئين في السكن والامتلاك المجدد لحواكيرهم وبيوتهم وبساتينهم.
إن حق العودة ليس منة من أحد، بل إنه حق فردي لكل فلسطيني شرد من أرضه، يتوارثه أبناؤه وأحفاده من بعده، وبالتالي فهو حق قانوني للأفراد والجماعات غير قابل للتصرف وحق العودة متلائم ومتوافق مع الحس الإنساني السليم، وهو حق طبيعي كعودة الأب إلى بيته، وعودة الطير إلى عشه، وأنه ملك لكل فلسطيني، اقتلع من أرضه وقريته وبيته، وهو حق لا ينتزع ولا يتقادم ، ومن هذا الحق ولد الأمل الفلسطيني بالعودة.
وإنه بالرغم من الآلام الكبيرة والتضحيات الجسام التي تكبدها الشعب الفلسطيني على مدار 69 عاماً من التشرد واللجوء قدم خلالها مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والاسرى الذين يقاومن المحتل بإضرابهم القوي و بتعريض حياتهم و صحتهم ، فهي حقاً وقفة صلبة دفاعاً عن حقوق شعبهم الوطنية ، وفي مقدمتها حقه في العودة إلى دياره ولا يزال مصراً على نيلها رغم التعجرف الصهيوني الذي يتنكر لحقوقه المشروعة.
ومن هنا نشاهد أن هذا الشعب الجبار المشرد و الاحيال التي تلت الجيل الذي عاصر نكبتنا لم ينس أرضه و بيته و وطنه وغرس في عقول الاجيال التي تلتهم أن تلك الآرض لنا ، هذه بلادنا ، حتى لو متنا في المنفى ، حتى لو قتلونا المحتلين ، فحتما ستعودوا ، كلما مرت هذه الذكرى نجدد تمسكنا بالعودة و نقول دوما اننا عائدون .
فلننزيد من روح الانتماء و الترابط و المحبة بيننا ، ولنتيقن أننا كلما اجتمعنا على المحبة كلما اقترب موعد العودة .