سيدة من كفرعانة

 المرحومة الحاجة عزيزة خليل الزحلف، زوجة المرحوم عبدالفتاح سلامة الفيومي 

وُلدت المرحومة الحاجة عزيزة خليل الزحلف في قرية كفرعانة / قضاء يافا وترعرعت على القيم الأصيلة والخلق الرفيع. وقد تزوجت في عام 1931 وهي في الرابعة عشرة من عمرها، وكانت معروفة بجمال وجهها وحسن خلقها. زُفّت إلى الشاب الوسيم عبدالفتاح سلامة الفيومي، وعاشت معه فترة قصيرة في بلدة كفرعانة الحبيبة، قبل أن تنتقل إلى بيرزيت عقب نكبة عام 1948.

رزقت الحاجة عزيزة بخمس بنات فاضلات: زغلولة، ناديا، تمام، فتحية، ورسمية. كما رزقت بأربعة أبناء بارّين هم: محمد فتحي، الذي أصبح رجل أعمال معروف في الكويت والأردن، ومحمدفهد، أحد أوائل خريجي جامعة بيروت العربية في تخصص المساحة والهندسة، والشهيد محمدفاروق الذي استشهد في سوريا على يد العملاء والخونة للمحتل، والابن الأصغر العميد الركن جميل الفيومي (أبو شادي) الذي عمل مديراً للمخابرات وأمن رام الله عند دخول السلطة الفلسطينية إلى الوطن، وتوفاه الله في عمّان بعد صراع مع مرض عضال.

عاشت الحاجة عزيزة حياة مليئة بالصبر والمثابرة والعطاء. وبعد سنوات طويلة من النزوح عن فلسطين، انتقلت في سبعينيات القرن الماضي إلى دولة الكويت لتكون بالقرب من أبنائها. إلا أنّ مناخ الكويت لم يناسبها، فغادرته متجهة إلى الأردن حيث استقرّت في العاصمة عمّان. وهناك صنعت بيتاً دافئاً عامراً بالمحبة والكرم، بيتاً للّمة والبركة، يجتمع فيه الأهل والأقارب والأحفاد. وقد كانت – رحمها الله – مثالاً للأم الحنونة الكريمة المعطاءة، يُسعد حديثها كل من دخل بيتها واستمع إلى قصصها و”خراريفها” وحكاياتها عن كفرعانة خاصة وفلسطين عامة، وعن أهوال الهجرة والتهجير.

وفي كانون الثاني من عام 2001، اختارها الله إلى جواره راضية مرضية، بعد حياة طويلة ملؤها العمل والصبر والعطاء. أحسنت تربية أبنائها بعد وفاة زوجها، فصبرت وربّت ونالت، وقطفت ثمار برّهم ونجاحهم، وكانت بحق نعم الأم ونعم المربية.

رحم الله الحاجة عزيزة خليل الزحلف رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته.