شخصية كفرعانية

 المهندس جمال علي محمد كعوش (أبو فادي) اسمٌ نقش حضوره في ذاكرة كفرعانة 

هو أحد القامات الكفرعانية الراسخة، وشخصية أصيلة حملت في وجدانها انتماءً عميقاً لكفرعانة وأهلها، فكان مثالاً في الإخلاص والعطاء والعمل العام. عُرف المهندس جمال كعوش بين أبناء بلدته بروح المسؤولية والمبادرة، وكان من الرواد الأوائل الذين أسهموا في تأسيس جمعية رابطة أهالي كفرعانة وترسيخ حضورها المجتمعي، فترك أثراً ممتداً في خدمة بلدته عبر مسيرة طويلة عامرة بالعطاء.

وُلد أبو فادي عام 1946م في قرية كفرعانة / قضاء يافا، ولم يمضِ وقت طويل حتى عصفت النكبة بأهلها، فهُجّر مع عائلته قسراً عقب احتلال القرية عام 1948. اتجهت العائلة إلى قرية بيت ريما / بير زيت، ثم انتقلت إلى مخيم عقبة جبر في أريحا حيث أكمل دراسته الابتدائية، قبل أن تستقر في مخيم الوحدات في عمّان.

أتمّ دراسته الإعدادية في مدارس وكالة الغوث في الوحدات، ثم التحق بـ كلية وادي السير ليحصل على شهادة الهندسة، وينطلق للعمل في قطاع المقاولات داخل الأردن، قبل أن ينتقل إلى دولة الكويت الشقيقة حيث عمل لعدة سنوات، ثم عاد إلى الأردن عام 1990م لمتابعة مسيرته المهنية.

وكان أبو فادي منذ شبابه مثالاً للنشاط والحيوية، حاضراً في لجان مخيم الوحدات الشعبية ولجان نادي الوحدات، كما كان لاعب كرة قدم تدرج في الفئات السنية للنادي حتى انتقاله إلى الكويت لظروف العمل. وهناك شكّل حلقة وصل حقيقية بين رابطة كفرعانة في الأردن وأهالي كفرعانة في الكويت، وهو دور كان له أثر بالغ في دعم تأسيس الرابطة وتعزيز خدماتها، إضافة إلى تنسيقه زيارات نادي الوحدات إلى الكويت في ذلك الوقت. وقد بادله نادي الوحدات الوفاء فكرّمه في حفل مميز خصصه لتكريم أبنائه المتميزين.

وبعد عودته من الاغتراب، شغل عضوية الهيئة الإدارية لجمعية رابطة أهالي كفرعانة لعدة دورات، وكان أميناً للسر في الدورة التاسعة (1992–1993) والعاشرة (1994–1995) والحادية عشرة (1996–1998). وأسهم خلال ذلك في إعادة تفعيل لجان الرابطة بعد خفوت نشاطها، فكان من أبرز إنجازاته إعادة تشكيل اللجنة الثقافية واللجنة الرياضية، بالإضافة إلى اللجنة الاجتماعية التي شملت مهام متعددة من بينها مساعدة الأسر العفيفة ودعم جهود إصلاح ذات البين. ولم يتوقف عطاؤه عند ذلك، بل كان له إسهام كبير في إنجاز بناء مبنى جمعية رابطة أهالي كفرعانة في منطقة المقابلين، مساهماً بجهده ووقته وخبرته ليسهم في هذا الانجاز المميز.

وظل أبو فادي وجهاً حاضراً في جميع فعاليات الرابطة، لا يترك مناسبة إلا وكان فيها داعماً ومشاركاً، حتى أصبح حضوره جزءاً من هوية العمل الاجتماعي لأبناء كفرعانة. كما ترأس لجنة الانتخابات في الرابطة لعدة دورات، وكان لجهوده دور بارز في إنجاح العمليات الانتخابية التي أشرف عليها، لما يتمتع به من ثقة ومحبة وكفاءة وحسن إدارة.

إن المهندس جمال كعوش واحد من أبرز وجوه كفرعانة وأركانها المخلصين؛ رجل لا يتوانى عن خدمة أبناء بلدته، يقف معهم في كل مناسبة، ويبذل جهده لمساعدة كل من يحتاج العون، فاستحق تقدير الجميع ومحبتهم.

وفي ختام هذا السرد عن مسيرته الحافلة وسيرته العطرة، نسأل الله تعالى أن يطيل عمره، ويمنحه الصحة والعافية، وأن يجزيه خير الجزاء عمّا قدمه لأهله ووطنه ورابطته، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.